عدد ركعات صلاة العشاء

عدد ركعات صلاة العشاء: السنّة والفرض

تُعدّ صلاة العشاء من الصلوات الخمس المفروضة يوميًا على المسلمين، ولها أهمية كبرى في منظومة العبادات اليومية التي تنظّم العلاقة بين العبد وربه. وتمثل هذه الصلاة الختامية في اليوم، خاتمة يوم المسلم الذي يبدأ بصلاة الفجر وينتهي بصلاة العشاء، وهي تجمع بين فرضٍ لا بدّ من أدائه، وسُنن راتبة ومستحبة تُعزز الأجر وتُقرّب العبد إلى ربه. في هذا المقال سنُفصل تفصيلًا واسعًا في عدد ركعات صلاة العشاء من حيث الفرض والسنة، ونوضح الخصائص المميزة لها، وآدابها، ووقتها، والحكمة من تشريعها، بالإضافة إلى أقوال أهل العلم في السنن التابعة لها.

أولاً: عدد ركعات صلاة العشاء (الفرض)

صلاة العشاء المفروضة تتكون من أربع ركعات، وهي إحدى الصلوات الرباعية في الإسلام (كصلاة الظهر والعصر). وهي فرض عين على كل مسلم بالغ عاقل، من الذكور والإناث، وتُؤدى في وقت محدد لا يجوز تأخيرها عنه عمدًا دون عذر شرعي.

وقد ثبت فرض صلاة العشاء في القرآن الكريم ضمن الصلوات الخمس التي وردت الإشارة إليها، كما في قوله تعالى:

“أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَىٰ غَسَقِ اللَّيْلِ” [الإسراء: 78]

ويُفسر “غسق الليل” بأنه بداية دخول وقت صلاة العشاء، مما يدلّ على توقيت الصلاة ووجوبها.

خصائص صلاة العشاء المفروضة

• عدد الركعات: أربع ركعات، تُصلّى بتشهدين وسلام واحد.

• الجهر بالقراءة: في حال الصلاة جماعة، يُستحب للإمام أن يجهر بالقراءة في الركعتين الأوليين.

• تُؤدى بترتيب: الركعات تُؤدى على النحو المعروف من قيام وركوع وسجود، ويكون فيها القنوت في بعض الأحيان في الوتر بعد العشاء، لا في الفريضة نفسها.

• صلاة العشاء تُعدّ معيارًا هامًا للانضباط الديني: لأنّها في وقت متأخر، وتدل على قوة الالتزام والانضباط عند أداءها في وقتها.

ثانياً: السنن المتعلقة بصلاة العشاء

السنن المتعلقة بصلاة العشاء تنقسم إلى قسمين رئيسيين:

1. السُّنَّة البَعديّة (الرّاتبة)

وهي ركعتان تُصليان بعد صلاة العشاء مباشرة، وتُعتبران من السنن الراتبة المؤكدة التي واظب عليها النبي ﷺ. وقد ورد في الحديث الصحيح عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أن النبي ﷺ قال:

“من ثابر على اثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتًا في الجنة…”

وذكر منها: “ركعتين بعد العشاء”. [رواه مسلم]

وهاتان الركعتان تُصلَّيان سرًّا، ويُستحب فيهما التطويل المعتدل في القراءة والخشوع.

2. صلاة الوتر

• عدد ركعاتها: أقلها ركعة واحدة، وأفضلها ثلاث ركعات، وقد صلاها النبي ﷺ في أحيان كثيرة خمسًا وسبعًا.

• وقتها: بعد صلاة العشاء إلى قبيل طلوع الفجر.

• حكمها: سنة مؤكدة، وأكد كثير من العلماء على مواظبة النبي ﷺ عليها، حتى في السفر.

• أداؤها: تُصلى عادةً بعد صلاة العشاء والسنة البعدية، وتُختم بها صلاة الليل.

ثالثاً: صلاة قيام الليل والتراويح

صلاة قيام الليل تُعدّ من السنن المستحبة التي تُؤدى بعد صلاة العشاء، وهي ليست محصورة في عدد معين من الركعات، وإن كانت تُصلّى غالبًا إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، وقد قال النبي ﷺ:

“أفضل الصلاة بعد الفريضة، صلاة الليل” [رواه مسلم]

وفي شهر رمضان، تتحول هذه الصلاة إلى صلاة التراويح، وهي سنة مؤكدة جماعية، يُصليها المسلمون بعد العشاء، ولها مكانة عظيمة في نفوس المؤمنين.

رابعاً: جدول تفصيلي لعدد ركعات صلاة العشاء

خامساً: وقت صلاة العشاء

يبدأ وقت صلاة العشاء من غياب الشفق الأحمر في السماء (أي بعد انتهاء وقت المغرب) ويمتد إلى منتصف الليل الشرعي. ويُعد تأخير الصلاة عن هذا الوقت بغير عذر معصية. ويُقدّر العلماء “منتصف الليل الشرعي” بحساب الوقت بين غروب الشمس وطلوع الفجر، ويُقسم النصف على اثنين، ليكون الحد الأقصى لأداء العشاء.

ويُستحب في حال عدم وجود مشقة تأخير الصلاة إلى وقت أول الليل لثبوت ذلك عن النبي ﷺ، خاصة في حال اجتماع الناس لصلاة الجماعة.

سادساً: فضل صلاة العشاء في جماعة

ورد في الحديث الصحيح عن النبي ﷺ:

“من صلى العشاء في جماعة، فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة، فكأنما قام الليل كله” [رواه مسلم]

وهذا يدل على عظيم الأجر في صلاة العشاء خاصة في جماعة، لِما فيها من تثقيلٍ على النفس بسبب التعب والنعاس.

سابعاً: أهمية السنن الراتبة للعشاء في تثبيت الإيمان

السنن الراتبة بشكل عام، ومنها ركعتا العشاء البعديتان، تعمل على تعزيز روح الطاعة، وتُعوض النقص في أداء الفرائض. كما أنها تحمي المؤمن من الغفلة، وتمنح القلب الطمأنينة والثبات، خاصة في أوقات الخلوة مع الله بعد يوم شاق.

ثامناً: أقوال العلماء في سنن العشاء

أجمع جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على استحباب أداء ركعتين بعد العشاء كسنة راتبة، واعتبروها من السنن التي واظب عليها النبي ﷺ. أما الوتر، فذهب الحنفية إلى أنه واجب، في حين عدّه جمهور العلماء سنة مؤكدة لا ينبغي تركها.

الحنابلة مثلاً قالوا بأن ترك سنة العشاء البعدية بلا عذر ليس من صفات أهل الفضل، بينما أشار المالكية إلى أن أداءها يُكمل روح الصلاة ويمنح النفس ثباتًا في الطاعة.

تاسعاً: صلاة العشاء عند المذاهب الأربعة

عاشراً: الحكمة من صلاة العشاء واختتام اليوم بها

صلاة العشاء تمثل ختامًا ليوميّة المؤمن، فيها يسلم القلب والروح إلى خالقه في وقت يسكن فيه البشر. ومن حِكم العشاء:

• تعميق الروحانية في وقت الظلمة.

• تثبيت الإيمان من خلال المواظبة.

• تقوية الروابط الاجتماعية في صلاة الجماعة.

• تنمية الانضباط الذاتي بالنهوض للصلاة رغم التعب.

المصادر والمراجع

1. الإمام النووي، شرح صحيح مسلم، دار الفكر، بيروت.

2. الإمام ابن قدامة، المغني في فقه الإمام أحمد بن حنبل، دار الفكر.

عنوان مناسب للمقال (لا يتجاوز 5 كلمات):

ركعات صلاة العشاء الفرض والسنة